الرئيسية
:: كنت هنا من قبل .. !
" أمسك برأسه غير مصدق ما يشعر به .. إنه ببشعر كما لو كان قد أتي هنا قبلاً، لكن كيف و متي و هو لم يغادر قريته الصغيرة إلا هذه المرة .. "
دعك من هذه المقدمة القصصية الفاشلة الخالية من الحبكة، و دعني أسألك سؤالاً: هل شعرت ذات مرة و أنت تزور مكانًا ما لأول مرة و كأنك زرته من قبل، بل و تستطيع أن تصف أدق دقائقه ؟ .. هل شعرت بهذا ذات مرة ؟ .. نعم ؟ .. إذن دعني أهنئك، فقد حدث لك طبقًا لعقيدة الهندوس "تناسخًا في الأرواح" !
و حتي تفهم الأمر، لا بد و أن أشرح ثلاثًا من أهم المعتقدات الهندوسية، هي وحدة الوجود، و نظام الدورات، و تناسخ الأرواح، لنبدأ بعدها في مناقشة الأمر من منطلق علمي ..
يوجد لدي الهندوس ثلاثة آلهة رئيسين: براهما، و فشنو و شيفا، أما براهما فهو موجد الكون، الذي خرج من بطنه - حسب إحدي الروايات - في هيئة زهرة لوتس، و أما فشنو فهو الإله المعمر، الذي عمر الكون بعد أن أوجده براهما، و أما شيفا فهو الإله المدمر الذي يدمر كل ما يصنعه أخوه فشنو، و عادة ما يرقص رقصة الدمار متقلدًا فيها قلادة من الجماجم قبل أن يضرب ضربته القاضية ..
و بعيدًا عن كل هذا فإن نظرية وحدة الوجود الهندوسية تتمركز حول براهما، إذ تقول أنه أوجد الكون من نفسه، و لذلك فالكون جزء لا يتجزأ منه، و بهذا فإن كل الموجودات عندما تفني، فهي في الحقيقة تعود إليه، و قد نقل بعض الصوفية المتقعرون الشاطحون - عافانا الله من شطحاتهم - هذه النظرية إلي الفكر الصوفي و جعلوه هندوسيًا بعد أن كان لا يزيد عن الفكر الإسلامي المعتدل إلا في نقطة التفرغ التام - أو شبهه - للعبادة و التأمل القريب من الرهبنة عند النصاري ..
المهم ..
تنبثق من نظرية وحدة الوجود نظريتا الدورات و تناسخ الأرواح، و كلتاهما مرتبطتان ببعضهما و بوحدة الوجود ... تقول نظرية الدورات أن روح الإنسان إذا ما خرجت من جسده فإنها بعد اتحادها مع براهما قد تعود في نفس الجسد الذي خرجت منه و لكن في دورة أخري، أي بعد أن ينقضي زمن الجسد الذي كانت فيه، و يعود الزمان من بدايته في دورة جديدة، لتحل في نفس الجسد مرة أخري، أما تناسخ الأرواح، فهي تقول أن الروح قد لا تتحد مع براهما فور خروجها، و بهذا فهي لن تعود لجسدها الأصلي في دورة أخري من دورات الزمان، بل تذهب مباشرة من جسد الميت إلي جسد مولود جديد، لتحل فيه حاملة خبرات الجسد الماضي كلها إلي الجسد الجديد ..
أي أن الروح في الاعتقاد الهندوسي ليس لها إلا طريقين، إما دورة جديدة أو جسد جديد ..
لكن حلول الروح لا يتم اعتباطًا، بل وفقًا لأفعال الشخص، خيرًا بجسد أفضل تحل فيه روحه، و شرًا بجسد أسوأ - جسد حيوان مثلاً - تحل فيه روحه ...
و رغم لا معقولية الفكرة، و رغم أن النظرة المتأنية لها تعطي الانطباع بأن هناك عددًا محدودًا من الأرواح - يا تلحق يا متلحقشي روحك - إلا إنه هناك عدد من الحوادث التي وقعت و التي لم يجد لها أحد تفسيرًا إلا هذه النظرية ..
الحادث الأشهر، هي حادثة برامود شارما الهندي، الذي ولد في 14-5-1944 في مقاطعة بادون،حيث سارت حياته بشكل طبيعي للغاية حتي سن الثالثة، و ابتداء من هذا التاريخ بدأ يتحدث للجميع أنه من الأفضل لو نادوه باسمه الأصلي بارماناند !
راح الطفل بعد ذلك يتحدث عن مدينة مراد أباد حيث مسكنه الأصله و حيث عائلته، و حيث يوجد المتجر الذي كان يمتلكه، متحدثًا عن تفاصيل لا يستطيع طفل في الثالثة اختلاقها ..
و أما إصرار الابن - الرجل، و أمام ضغط أقارب الأب و الأم، اصطحب الوالدان برامود إلي مدينة مراد أباد، حيث قادهم في طرقاتها و شوارعها كما لو كان قد عاش فيها سنينًا، ثم أرشدهم إلي منزله، و هناك قابل أسرته السابقة و تعرف عليهم فردًا فردًا، و تحدث عن أمور خاصة جدًا، قد لا يعرفها حتي أقرب المقربين من الزوجين ... !
القصة موثقة - و هي دي المصيبة - لكن هل بالفعل حدث ما يسمي بتناسخ الأرواح، خصوصًا و أن الحادث التي سردته هو "الأشهر" و ليس "الأوحد" ؟
في رأيي: لا .. تناسخ الأرواح كفكرة تبدو غير منطقية، فكما قلت هي تعطي الإيحاء بأن هناك "عددًا محدودًا" من الأرواح يجري توزيعه علي خلق الله بالتناوب، كما أنها فكرة قاسية، لأن الإنسان بهذه الطريقة حتي يصل للدار الآخرة - و هي عند الهندوس الاتحاد ببراهما - فلا بد أن يعيش ست أو سبع مرات حتي يحدث هذا .. و غير هذا و ذاك فالأمر برمته يمكن تفسيره علي نحو آخر تمامًا ..
بالطبع سمعتم عن توارد الخواطر، يمكننا القول أن ما يحدث هو نوع من توارد الخواطر و لكن علي نطاق أكبر و أوسع، فهو لا يتم أولاً بين روحين و ليس بين اثنين من البشر، و ثانيهما أنه يتم خلاله نقل ذكريات الروح المتوفاة لتلك الروح التي علي وشك الحلول في الجسد الجديد ..
في هذا التفسير تواجهنا عقبة خطيرة .. متي و أين يحدث ذلك ؟ .. علي حد علمي، و علي حد ما سمعته أن أرواحنا كلها تتلاقي في عالم آخر يسمي عالم الذر - بفتح الذال و تشديد الراء - فمن تآلف منها تآلف في الدنيا بعد ذلك، و من تخاصم منها تخاصم تخاصم في الدنيا بعد ذلك .. أظن - و الله أعلم - أن الأمر كله يتم في هذه المنطقة و هذا العالم ..
علي كل فالموضوع مطروح للمناقشة، و لا مانع من أن تدلوا بآرائكم .. فهدفي كما قلت: البحث عن الحقيقة .. أيًا كانت ..
" أمسك برأسه غير مصدق ما يشعر به .. إنه ببشعر كما لو كان قد أتي هنا قبلاً، لكن كيف و متي و هو لم يغادر قريته الصغيرة إلا هذه المرة .. "
دعك من هذه المقدمة القصصية الفاشلة الخالية من الحبكة، و دعني أسألك سؤالاً: هل شعرت ذات مرة و أنت تزور مكانًا ما لأول مرة و كأنك زرته من قبل، بل و تستطيع أن تصف أدق دقائقه ؟ .. هل شعرت بهذا ذات مرة ؟ .. نعم ؟ .. إذن دعني أهنئك، فقد حدث لك طبقًا لعقيدة الهندوس "تناسخًا في الأرواح" !
و حتي تفهم الأمر، لا بد و أن أشرح ثلاثًا من أهم المعتقدات الهندوسية، هي وحدة الوجود، و نظام الدورات، و تناسخ الأرواح، لنبدأ بعدها في مناقشة الأمر من منطلق علمي ..
يوجد لدي الهندوس ثلاثة آلهة رئيسين: براهما، و فشنو و شيفا، أما براهما فهو موجد الكون، الذي خرج من بطنه - حسب إحدي الروايات - في هيئة زهرة لوتس، و أما فشنو فهو الإله المعمر، الذي عمر الكون بعد أن أوجده براهما، و أما شيفا فهو الإله المدمر الذي يدمر كل ما يصنعه أخوه فشنو، و عادة ما يرقص رقصة الدمار متقلدًا فيها قلادة من الجماجم قبل أن يضرب ضربته القاضية ..
و بعيدًا عن كل هذا فإن نظرية وحدة الوجود الهندوسية تتمركز حول براهما، إذ تقول أنه أوجد الكون من نفسه، و لذلك فالكون جزء لا يتجزأ منه، و بهذا فإن كل الموجودات عندما تفني، فهي في الحقيقة تعود إليه، و قد نقل بعض الصوفية المتقعرون الشاطحون - عافانا الله من شطحاتهم - هذه النظرية إلي الفكر الصوفي و جعلوه هندوسيًا بعد أن كان لا يزيد عن الفكر الإسلامي المعتدل إلا في نقطة التفرغ التام - أو شبهه - للعبادة و التأمل القريب من الرهبنة عند النصاري ..
المهم ..
تنبثق من نظرية وحدة الوجود نظريتا الدورات و تناسخ الأرواح، و كلتاهما مرتبطتان ببعضهما و بوحدة الوجود ... تقول نظرية الدورات أن روح الإنسان إذا ما خرجت من جسده فإنها بعد اتحادها مع براهما قد تعود في نفس الجسد الذي خرجت منه و لكن في دورة أخري، أي بعد أن ينقضي زمن الجسد الذي كانت فيه، و يعود الزمان من بدايته في دورة جديدة، لتحل في نفس الجسد مرة أخري، أما تناسخ الأرواح، فهي تقول أن الروح قد لا تتحد مع براهما فور خروجها، و بهذا فهي لن تعود لجسدها الأصلي في دورة أخري من دورات الزمان، بل تذهب مباشرة من جسد الميت إلي جسد مولود جديد، لتحل فيه حاملة خبرات الجسد الماضي كلها إلي الجسد الجديد ..
أي أن الروح في الاعتقاد الهندوسي ليس لها إلا طريقين، إما دورة جديدة أو جسد جديد ..
لكن حلول الروح لا يتم اعتباطًا، بل وفقًا لأفعال الشخص، خيرًا بجسد أفضل تحل فيه روحه، و شرًا بجسد أسوأ - جسد حيوان مثلاً - تحل فيه روحه ...
و رغم لا معقولية الفكرة، و رغم أن النظرة المتأنية لها تعطي الانطباع بأن هناك عددًا محدودًا من الأرواح - يا تلحق يا متلحقشي روحك - إلا إنه هناك عدد من الحوادث التي وقعت و التي لم يجد لها أحد تفسيرًا إلا هذه النظرية ..
الحادث الأشهر، هي حادثة برامود شارما الهندي، الذي ولد في 14-5-1944 في مقاطعة بادون،حيث سارت حياته بشكل طبيعي للغاية حتي سن الثالثة، و ابتداء من هذا التاريخ بدأ يتحدث للجميع أنه من الأفضل لو نادوه باسمه الأصلي بارماناند !
راح الطفل بعد ذلك يتحدث عن مدينة مراد أباد حيث مسكنه الأصله و حيث عائلته، و حيث يوجد المتجر الذي كان يمتلكه، متحدثًا عن تفاصيل لا يستطيع طفل في الثالثة اختلاقها ..
و أما إصرار الابن - الرجل، و أمام ضغط أقارب الأب و الأم، اصطحب الوالدان برامود إلي مدينة مراد أباد، حيث قادهم في طرقاتها و شوارعها كما لو كان قد عاش فيها سنينًا، ثم أرشدهم إلي منزله، و هناك قابل أسرته السابقة و تعرف عليهم فردًا فردًا، و تحدث عن أمور خاصة جدًا، قد لا يعرفها حتي أقرب المقربين من الزوجين ... !
القصة موثقة - و هي دي المصيبة - لكن هل بالفعل حدث ما يسمي بتناسخ الأرواح، خصوصًا و أن الحادث التي سردته هو "الأشهر" و ليس "الأوحد" ؟
في رأيي: لا .. تناسخ الأرواح كفكرة تبدو غير منطقية، فكما قلت هي تعطي الإيحاء بأن هناك "عددًا محدودًا" من الأرواح يجري توزيعه علي خلق الله بالتناوب، كما أنها فكرة قاسية، لأن الإنسان بهذه الطريقة حتي يصل للدار الآخرة - و هي عند الهندوس الاتحاد ببراهما - فلا بد أن يعيش ست أو سبع مرات حتي يحدث هذا .. و غير هذا و ذاك فالأمر برمته يمكن تفسيره علي نحو آخر تمامًا ..
بالطبع سمعتم عن توارد الخواطر، يمكننا القول أن ما يحدث هو نوع من توارد الخواطر و لكن علي نطاق أكبر و أوسع، فهو لا يتم أولاً بين روحين و ليس بين اثنين من البشر، و ثانيهما أنه يتم خلاله نقل ذكريات الروح المتوفاة لتلك الروح التي علي وشك الحلول في الجسد الجديد ..
في هذا التفسير تواجهنا عقبة خطيرة .. متي و أين يحدث ذلك ؟ .. علي حد علمي، و علي حد ما سمعته أن أرواحنا كلها تتلاقي في عالم آخر يسمي عالم الذر - بفتح الذال و تشديد الراء - فمن تآلف منها تآلف في الدنيا بعد ذلك، و من تخاصم منها تخاصم تخاصم في الدنيا بعد ذلك .. أظن - و الله أعلم - أن الأمر كله يتم في هذه المنطقة و هذا العالم ..
علي كل فالموضوع مطروح للمناقشة، و لا مانع من أن تدلوا بآرائكم .. فهدفي كما قلت: البحث عن الحقيقة .. أيًا كانت ..
منقووووووووووووووووول.
» حصريا وعلى منتدانا (امتحانات الفصل الدراسى الاول) لكليه الهندسه بقنا 2009
» حمل قاموس المصطلحات الهندسية مهم جدااااا
» كتب هندسيه لقسم ميكانيكا مادتى (رسم هندسى تجميع ) (علم المواد واختباراتها)
» حصريا الجداول الدراسه بكليه الهندسه بقنا (جميع الدفعات ) للترم الثاني2011
» Root-Locus Analysis
» رسم هندسي
» دروس فى الميكاترونكس
» مبادىء هندسه كهربيه ( قانون كيروشوف للجهود )
» مبادرة للنهوض بالمنتدي أرجو من كل الأقسام الدخول
» أكبر موسوعة مهتمة بدراسة الميكاترونكس
» طلب مساعدة
» كورسات من شركه كيا
» تدريب مجانى
» تجميع موتور سيارة بنزين من الالف للياء
» نتيجة كلية الهندسة 2010 \ 2011
» وزير التعليم العالي يصدر قراراً بإنشاء وحدة أمن مدني تقوم بمهام حرس الجامعة في جامعات مصر
» معني كلمة ( هندسة)
» ثورتنا نجحت .. يلا نكملها
» احترف الرسم الهندسى من اول انواع الخطوط حتى المساقط والظل ورسم المجسمات